كتاب جماعي " نظرية الشعر.."
رابط الصفحة :www.mohamed-dahi.net/news.php?action=view&id=412
الكاتب: mdahi


 حرر في الجمعة 14-06-2013 09:20 أ£أ“أ‡أپ

صدر مؤخرا ضمن منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط كتاب جماعي موسوم ب" نظرية الشعر قراءات في كتاب مفاهيم موسعة لنظرية شعرية للباحث الناقد محمد مفتاح"(2013، 223 صفحة). وهو ثمرة ندوة نظمت برحاب الكلية نفسها تقديرا للكتاب الذي نال جائزة الشيخ زايد في فرع الآداب ،2011 وتنويها بجهود صاحبه التي كرسها لتكوين صفوة من الباحثين المغاربة وتوسيع إشعاع الثقافة المغربية على المستوى العربي.
اضطلع الأستاذان أحمد بوحسن ومحمد الوهابي العلمي بتنظيم الندوة، وجمع موادها وتنسيقها وإخراجها في حلة بهية. وحرص أحمد بوحسن في تقديمه للكتاب  على بيان الخصال العلمية والإنسانية التي يتمتع بها المحتفي بها، وإبراز قيمة الباحثين المشاركين وجهودهم وإشعاعهم ؛ مما زاد من توهج الندوة وبهائها.
يتكون الكتاب من اثنتي عشرة مقالة وتعقيب الأستاذ محمد مفتاح. ومن بين القضايا التي ركز عليها المشاركون أن الكتاب يقدم مشروعا علميا متكاملا ومحكما. وهو، في عمقه، عبارة عن خلاصة تجارب صاحبه في مجال البحث والتحصيل. علاوة على ذلك ينطلق الكتاب من تصور أساس تتعالق وتتفاعل فيه الميادين المعرفية والمناهج العلمية.
استطاع الباحث محمد مفتاح، بحنكته ومراسه، أن يبلور معالم السيميائيات المركبة تعسف في مقاربة ظاهرة معقدة تهم علاقة اللغة بالموسيقى والشعر في ضوء نظريات لها سندها التاريخي والعلمي.
إن الكتاب ، كما يرى الأستاذ محمد الداهي، يفتح آفاقا متعددة للبحث العلمي إذ يقترح آلة صورية (مبادئ معرفية وتركيبية وحركية) لإنجاز نظرية شعرية موسعة قادرة على تفيك بنية النص الشعري المعقد، واستخلاص كليات بشرية وخصائص نوعية منه، ومقاربة طبيعته ووظيفته وعلاقته بالفنون.  لم يحلل محمد مفتاح المكون الموسيقي فحسب، وإنما بين مدى تفاعله مع مكونات أخرى ( على نحو التخييل والتمثيلات والتفان والموضوعات وحركات الساعر) لتبديد بلاغة غموضه، وتقريب معانيه العويصة من القراء، وبيان مدى تفاعله مع الثقافات الكونية، وقدرته على المزاوجة بين الكليات البشرية والخصوصية الاجتماعية والثقافية. إن طبيعة النص المتشابكة حفزت الباحث محمد مفتاح على عدم التقيد بمميزاته البنيوية حرصا منه على بيان ديناميته، وسياقه التداولي، وخلفياته المعرفية، وعلاقته بالمبدع والمحيط والذاكرة النصية. وقد عمد، سعيا إلى تحقيق أهدافه، إلى المزاوجة بين البعدين المعرفي( النقد المعرفي الذي يعنى بالثمثيلات الثقافية والمعرفية) والشعري ( شعرية موسعة تبحث في العلاقة بين اللغة والموسيقى والحركة اعتمادا على عدة سيميائية متجددة).
بين محمد مفتاح في تعقيبه على مجمل المداخلات أنه لم يقتصر على المنجزات النظرية للموسيقى ( خاصة كتاب جاكندوف وليردال)، وإنما اعتمد على أستاذ الموسيقى لمدة عامين للاستفادة من خبرته والتعرف إلى ما استعصى عنه. بعدما تبين له أن ما تحدث عنه اللسانيون غير مجد ( النبر والتنغيم) تمثل مفاهيم الموسيقى واستعان بها لإبراز مدى ملاءمتها في مجال الشعر ( المستديرة، البيضاء، السوداء، ذات السن، ذات السنين، ذات ثلاثة أسنان) ." قمت بحركة بهلوانية، فاقترحت مقاطع لغوية تشاكل هذه البنية. وبما أن الموسيقيين أعطوا قيمة للبيضاء والسوداء، فأعطيت نفس القيمة للمقاطع اللغوية".
يرى محمد مفتاح أن السيمائيين اعتمدوا على المقاربة الأفقية ( التحليل المقومي لإثبات انسجام النص) في حين نحتاج إلى مقاربة عمودية بناء الموسيقى التوافقية. ويعلل تلاقي السيمائيتين الموسيقية واللغوية كما يلي: " ستجدون أن هذه الدراسات فيها اتجاهان: مثلا، الكتاب الذي  حللته. وهو الذي أفادني فيه أستاذ الموسيقى المختص، كان من بين دواعي تأليفه انتقاد الذين كانوا يستعيرون مفاهيم من التحليل اللساني لتحليل الموسيقى. فأراد أ يثبت أنه يحبب البحث عن مبادئ الموسيقى من داخل الموسيقى نفسها. ثم جاءت النظرية الثانية: الإيقاع في الشعر الإنجليزي، وهو تطبيق للكتاب الذي صدر سنة 1982، وأصارحكم  بأن  الفصلين  اللذين وجدت فيها صعوبة هما هذان الفصلان، وربما القارئ العربي، بصفة عامة، يجد فيهما  صعوبة، لأنه يحتاج إلى خلفيات أخرى" ص215.
من المساهمين في الكتاب: أحمد بوحسن، ومحمد الداهي،وبناصر البعزاتي، وأنور المرتجي، ومحمد الوهاب العلمي، محمد بلبول، وحورية الخمليشي، وعزالدين الشنتوف، وأحمد العاقد، وخالد بلقاسم، ويوسف ناوري، وسعيد الحنصالي وعلي أيت أوشان
.



     

Powered by: Arab Portal v2.2, Copyright© 2009