x
اخر ألاخبار    الحداثة واقع اجتماعي ومنهج نقدي : حوار أجراه محمد الداهي       Hommage à Mohammed Berrada : Mhamed Dahi       تقديم كتاب " التفاعل الفني والأدبي في الشعر الرقمي" ، د.محمد الداهي       النغمة المواكبة .. كتاب جماعي محكم عن المفكر والروائي عبدالله العروي       لكل بداية دهشتها، محمد الداهي       استراتيجيات الحوار بين التفاعل والإقصاء في كتاب " صورة الآنا والأخر في السرد" لمحمد الداهي       مغامرة الرواية تطلعا إلى المواطنة التخييلية- د. محمد الداهي       La fictionnalisation de soi dans le roman arabe Mhamed Dahi       من البرولتاريا إلى البرونتاريا رهانات التغيير الثقافي -د.محمد الداهي       تطلعات الملاحق الثقافية بالمغرب. د.محمد الداهي    
إشكالية اللغة والتدريس في جامعة ابن طفيل بالقنيطرة-د. إدريس الخضراوي

لاشك في أن اللغة تشكل إحدى القضايا الأفقية التي عني بها مسار إصلاح منظومة التربية التكوين، بالنظر إلى حساسيتها وعلاقتها الجدلية بالتعلمات وبالكفايات والمهارات المختلفة القمينة بتحقيق الاندماج بمفهومه الأشمل

ولم تبرز هذه القضية فقط اعتبارا من وثيقة الميثاق الوطني للتربية والتكوين وما تضمنه من إجراءات وخطوات عملية تم التنصيص عليها في الدعامة التاسعة، بل امتد النقاش بصدده كذلك في البرنامج الاستعجالي، وفي تقارير المجلس الأعلى للتعليم خاصة الندوة الوطنية التي نظمها سنة 2009 حول هذا الموضوع وما تمخض عنها من توصيات.
وعلى هذا الأساس، واعتبارا للأهمية التي يكتسيها موضوع تدريس اللغات ولغات التدريس في التعليمين المدرسي والعالي في الوقت الراهن وسعيا لتطوير وتعميق النقاش حول هذا الموضوع، وإرساء تقاليد جديدة للحوار والشراكة في التفكير والتأمل في القضايا البيداغوجية والتربوية والعلمية موضع الاهتمام المشترك، بادرت جامعة ابن طفيل والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين إلى تنظيم ندوة هامة يوم الخميس 31 مارس 2011 في موضوع: لغة التدريس وتدريس اللغات بغية الاقتراب من واقع تدريس اللغات ولغات التدريس بالجامعة ومؤسسات التربية والتكوين التابعة لقطاع التعليم المدرسي على مستوى الجهة وبما يوفر قاعدة بيانات يمكن لكل المتدخلين في القطاع استثمارها في التخطيط لبرامج الدعم والإصلاح، وإذكاء النقاش العلمي والبيداغوجي الرصين والبناء حول التحصيل اللغوي للطلبة والتلاميذ على مستوى الجهة من أجل الإسهام في تمكينهم من شروط أفضل لتعلم اللغات وتطوير المكتسبات.
عرفت الجلسة الافتتاحية التي نسقها الدكتور محمد بوستة عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة ابن طفيل مداخلتين مُركزتين وهامتين، قدم الأولى الأستاذ عبد الرحمن طنكول رئيس جامعة ابن طفيل، حيث أبرز فيها الأهمية التي يكتسيها هذا الموضوع وسياق التأمل فيه، معتبرا أن الحقل اللغوي بالمغرب يتميز بالتشعب: العربية الفصيحة والدارجة والأمازيغية والحسانية واللغات الأجنبية. وفي هذا السياق أكد طنكول على راهنية إصلاح التعليم بالمغرب ليكون رافعة أساسية لتحقيق النمو الاقتصادي وبلوغ مجتمع المعرفة. مشيرا في ذات السياق إلى أن التراجع في التمكن من الكفايات اللغوية يشكل ظاهرة عالمية تعود إلى طغيان وسائل الاتصال الجماهيري، وبلاغة خطاباتها وقدرتها على النفاذ إلى جمهور أوسع. وقد ختم كلمته بالتأكيد على الأهمية التي يشغلها موضوع تدريس اللغات في جامعة ابن طفيل، سواء من خلال حضوره داخل التكوين أو من خلال المراكز المحدثة ذات الصلة كمركز تعليم اللغات، فضلا عن البحوث الكثيرة التي تنشر بلغات متعددة، لافتا إلى أهمية التنسيق بين الجامعة والأكاديمية في التغلب على كل المشكلات والتحديات القائمة.
أما الكلمة الثانية فقد قدمها الأستاذ عبد اللطيف اليوسفي مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين الغرب الشراردة بني احسن، واستهلها بالتعبير عن السعادة الغامرة بجني إحدى ثمار التعاون بين الجامعة والأكاديمية. وأبرز عبد اللطيف اليوسفي أن موضوع لغة التدريس وتدريس اللغات يعتبر أحد الإشكالات المستعصية التي تبلور حولها نقاش كثير وكان له صدى في كافة المؤسسات التي عنيت بإصلاح التعليم، مشيرا إلى أن الميثاق التفت إلى صيغة قوية ومبدعة في هذا الموضوع لمعالجة ضعف الكفايات اللغوية عند المتعلمين بما فيها اللغة العربية، وألح على الدعم اللغوي المصاحب للتغلب على كل الإشكاليات المطروحة. وأشار في هذا الصدد إلى الأهمية التي يكتسيها المشروع E3P6 وتوجهات الأكاديمية في تفعيل آليات البحث التربوي اللغوي وتشجيع التنسيق الدائم مع الجامعة. وهي توجهات تستند إلى الشراكات المبرمة مع المعاهد الأجنبية وتتطلع جهويا إلى تأسيس مركز جهوي لدعم الكفايات اللغوية يمتد إشعاعه إلى مراكز مختلفة بالجهة. وختم اليوسفي كلمته بالتأكيد على أن الرهان على اللغة أساسي، كما اعتبر تحسين اللغة العربية وتعزيز آليات تدريسها أمر لا محيد عنه، كما اعتبر الارتقاء بتدريس اللغة الأمازيغية دعما كبيرا للخيارات الديموقراطية والتعددية والحداثية التي يتطلع إليها المجمتع المغربي.
وجدير بالذكر أن الجلسة العلمية الأولى التي نسقها الدكتور عبد الحنين بلحاج عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية، تميزت بمشاركة العديد من الباحثين والأساتذة: الدكتور عبد اللطيف المودني الأمين العام للمجلس الأعلى للتعليم في موضوع: أطروحات حول المسألة اللغوية بالمدرسة المغربية، وأحمد أكواو من جامعة المولى إسماعيل بمكناس حول: اللغات المتداولة بالمغرب: حالة الفرنسية، كما تدخلت الدكتورة مليكة باحماد في موضوع: حصيلة الأنشطة المنجزة بجامعة ابن طفيل لأجرأة تدابير المشروع P20 من البرنامج الاستعجالي. وقد أجمعت هذه المداخلات على أن موضوع اللغات يقع في صميم تطلعات المغرب المعاصر، وهو يكتسي طابع الإشكالية التي يساهم التفكير في بلورة حلول ناجعة لها في الرفع من مردودية المدرسة المغربية، لذلك لا يمكن الحسم فيه بالنقاش السياسي العام، لأنه يحتاج إلى خبرات متخصصة. كما كشفت عن جوانب مختلفة من المجهود المبذول في الارتقاء بالكفايات اللغوية للمتعلمين، سواء تعلق الأمر بما يقوم به المجلس الأعلى للتعليم من مبادرات ولقاءات تهم التفكير في المداخل الأساسية للبلورة المنهاجية والبيداغوجية لبلادنا وما يتطلبه ذلك من اجتهاد جماعي لاستثمار المكاسب المتحققة خاصة في وثيقة الميثاق حول هذا الموضوع، أو في ما يتعلق بالتجارب الناجحة في تطوير مهارات وكفايات الطلبة في مجال التحكم في اللغات كتجربة جامعة ابن طفيل.
ولم تبتعد الطروحات المختلفة حول هذا الموضوع عما تحصل في ورشتين تركزتا حول إشكاليتي: لغة التدريس وتدريس اللغات بالتعليمين الجامعي والمدرسي، خاصة في الإجماع على حيوية الموضوع وراهنيته وارتباطه بالأفق المستقبلي للبلاد، ولما تواجهه من رهانات التنمية والاندماج في المحيط الاقتصادي العالمي، وما يتطلبه ذلك كله من تركيز على تطوير النسق البيداغوجي المتعلق باللغات، وتأسيس المختبرات القمينة بتمرين المتعلمين على التحدث والتعبير والتواصل باللغة/ اللغات، ومراجعة وضع اللغات الأجنبية المتداولة ببلادنا وإعادة ترتيب الأولويات في هذا المجال، والانفتاح على لغات أخرى كاللغة الصينية مثلا.
يمكن القول إن أهمية هذه الندوة الناجحة تتجلى من خلال المداخل المتعددة والوجيهة التي تم طرحها للتفكير في هذا الموضوع الشائك والملتبس. وليس غريبا أن تتبدى الوشائج عميقة بين هذا الموضوع ومردودية المدرسة المغربية تطورا أو نكوصا، إنتاجية أو ضعفا في التحكم. وإذا كان هذا الأمر يتطلب نوعا من النسبية في إصدار الأحكام، فإنه أحوج إلى وقفات تأملية عميقة ورصينة قصد الاقتراب من العناصر الناظمة لهذه الإشكالية ولأوجه القوة أو الضعف فيها.

 

الكاتب: محمد الداهي بتاريخ: الجمعة 29-04-2011 10:04 أ£أ“أ‡أپ  الزوار: 3119    التعليقات: 0

العناوين المشابهة
الموضوع القسم الكاتب الردود اخر مشاركة
الملتقى الدولي الخامس في تحليل ... أخبار ثقافية محمد الداهي 0 الأربعاء 01-12-2010
بحوث الخطاب واللغة تتربع جديد مجلة ... أخبار ثقافية محمد الداهي 0 السبت 21-08-2010
ملتقى دولي بجامعة تبسة أخبار ثقافية محمد الداهي 1 الخميس 10-11-2011