x
اخر ألاخبار    الحداثة واقع اجتماعي ومنهج نقدي : حوار أجراه محمد الداهي       Hommage à Mohammed Berrada : Mhamed Dahi       تقديم كتاب " التفاعل الفني والأدبي في الشعر الرقمي" ، د.محمد الداهي       النغمة المواكبة .. كتاب جماعي محكم عن المفكر والروائي عبدالله العروي       لكل بداية دهشتها، محمد الداهي       استراتيجيات الحوار بين التفاعل والإقصاء في كتاب " صورة الآنا والأخر في السرد" لمحمد الداهي       مغامرة الرواية تطلعا إلى المواطنة التخييلية- د. محمد الداهي       La fictionnalisation de soi dans le roman arabe Mhamed Dahi       من البرولتاريا إلى البرونتاريا رهانات التغيير الثقافي -د.محمد الداهي       تطلعات الملاحق الثقافية بالمغرب. د.محمد الداهي    
رصيد الأمة اللغوي يساوي رصيدها الحضاري

 حوار مع الباحث محمد رشاد الحمزاوي بمناسبة حصوله على جائزة الملك فيصل
إعداد هيثم سرحان (جامعة فيلادفيا-الأردن)

يرى محمد رشاد الحمزاويّ أنّ المؤسسات اللغوية العربية المتمثلة في مجامع اللغة تعاني من أزمات خانقة وفقر كبير يتعلق بالـمَنهجة والتمويل وتأهيل الكوادر علميًّا وثقافيًّا. ليس هذا فحسب بل إنّ هناك غيابًا للاستراتيجيات والبرامج اللسانية في الدول العربية التي أهملت اللغة ولم تضعها في سلّم أولوياتها. وبالجملة فإنّ اللغة العربية تواجه أزمة داخلية تفاقم من وضعها في غابة اللسانيات الكونية التي تحرص على تبني إصلاحات لغوية تقيها من مخاطر الانقراض وويلات الاضمحلال وآفات الانحسار. وقد التقينا الحمزاوي على هامش ندوة "المعجم العربي وتحديات عصر العولمة" التي نظمتها شعبة اللغة العربية وآدابها في كلية الآداب والعلوم الإنسانية / عين الشق ـ جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء وكان هذا اللقاء.

 ماذا تمثل لك جائزة الملك فيصل العالمية وماذا يعني لك الفوز بها؟
تقييم النفس دائم عسير؛ لأنه لا يسلم من الأنانية ومن التقدير المفرط، ولذلك فالمفروض لمن ليس له تقدير لنفسه أن يفضل رأي غيره فيه ولا سيما في الميادين العلمية والفكرية والحضارية التي لا تسلم دائماً من الافراط من تعظيم النفس، وعلى هذا الأساس شعرت كأي إنسان ، بطمأنينية ، ثم بسكينة ، ثم براحة بال عندما حظيت بهذا المكرمة الرفيعة لا سيما وإنني لم أرشح لها نفسي ولم أسع أن أطمع فيها معتبراً أن فضلاً سيطالني إن كتب الله لي بها وإن أراد أهل الذكر أن يكرمونني لها وذلك ما وقع، لأن من شروط منح هذه الجائزة الدولية أن يرشحك لها أفاضل من دون أن تعلم بذلك اعتماداً على معرفتهم بأعمالك وانجازاتك وجهودك وما لها من أثر وأهداف تشرف علميّا الميدان الذي تنتسب إليه. ولقد شعرت بسرور عظيم أنّ في بلاد أمتي الواسعة من يتتبع الجهود الخالصة والأعمال الرائدة في جميع العلوم. ولقد رشحني أخوة كرام لا أعرف أسماءهم وأسماء مؤسساتهم التي علمت بها عندما طلب مني أن أوفر للجنتي التحكيم الأولى والثاني مجموعة أعمالي لتتبارى مع غيرها من الأعمال العربية الأخرى من الأعمال، وأعنى به جهودنا وأعمالنا في ميدان المصطلحات العربية قديمة وحديثة باعتبارها مفتاحاً إلى حلّ قضايا عالمنا المعاصر الطائر على أجنحة الصواريخ. فالجائزة في الحقيقة مخصصة لمن سعى وسيسعى إلى أن يعبّر عن جهاده في سبيل تنزيل العربية منزلة اللغة الرائدة التي تعبّر كمًّا وكيفًا عن مكانة أمتنا من الحضارة الحديثة بأهوالها وأغوالها وآمالها . فما اعتز به أن هذه الجائزة لا يرشح لها الشخص نفسه كما لا يمكن أن يرشحه لها طرف حزبي منحاز متحيز فهي لا تـُدرك إلا إذا توفرت في المرشح لها ما يؤهله إلى أن يحظى بها إنْ كان يستحق ذلك. فاعتزازي بها هو قبل كل شيء هو اعتزاز بمعاييرها الأخلاقية الإنسانية العالية وكذلك بتنافساتها بين أهل الذكر من الأجلاء في ميدانها السنوي حيث إنه يتبارى حولها في كل عام في موضوع مجدد محدد.
ومن يقترح هذه الموضوعات والحقول؟
تقترحها كفاءات معينة تحت رايات علمية ثابتة تتمثل في الدراسات اللغوية والأدبية العربية والإسلاميات والعلوم الطبية والاختراعات العلمية وما إلى ذلك فيصدر تحت هذه المواضيع العامة مواضيع سنوية جديدة تنضوي تحت تلك المواضيع الكبرى. فقد منحت في حقل اللغة العربية، في المرة السابقة، للدراسات المعجمية وفي هذه السنة كان موضوعها قضايا المصطلحات العربية المعاصرة. ولهذه الجائزة هدفان الأول: تشجيـع مستمر لهذه الحقول بتنويع قضاياها، والثاني : استكشاف ما وصلت إليه من نتائج وما تربو إليه من مقاصد جديدة ومجددة في مستوى الكم والكيف. ولا شك في أنَّ المصطلحية، قضايا وكمّا وكيفا، تتوجب أن نقف منها موقف التحليل والتقييم والنقد سواء أكان إيجابيا أم سلبيا . ولعله يوجد في تاريخ العربية مؤسسة من هذا النوع تقوم بهذا السبر والاستكشاف لحقول علمية دقيقة رائدة وهي تسير في هذا الميدان على غرار منظمات دولية مشهورة وفعّالة مثل جائزة نوبل.
ما موضوع المصطلحية العربية ؟
تمثل المصطلحية العربية مشروعاً إن لم نقل حلماً يتمثل في المعادلة الآتية: ( الحضارة العربية الحديثة = مصطلحية عربية رائدة)، وهذا الحلم قد انطلق في القرن الثامن عشر وتواصل مع القرن العشرين عندما تكوّنت المجامع اللغوية وفي مقدمتها المجمع العلمي العربي بدمشق سنة 1919 ، ومجمع فؤاد الأول اللغة العربية، والمجمع العلمي العراقي 1919 والمجمع اللبناني سنة 1949 ، ولحقت بها المجاميع الأخرى، ومنها مجمع اللغة العربية الأردني ثم مجامع اللغة العربية في تونس، وليبيا، والمغرب، والسودان، والجزائر، ثم لحق بهذا مكتب تنسيق التعريب بالرباط الذي كان من أهدافه أن يوحّد بين نتاج كل هذه المجامع وغيرها من المؤسسات ما يوفّر لنا تحقيق تلك المعادلة كما وكيفا .
وبعبارة أخرى تحقيق آمال " مذهبية التعريب " التي انطلقت في القرن الثامن عشر، كما قلنا سابقا ليشمل ذلك التعريب كل ميادين المعرفة وكل العلوم الإنسانية وكلّ العلوم الصحيحة فضلاً عن العلوم التجريبية والتكنولوجيا الزاحفة مما يفترض أن يتوفر لنا الزاد المصطلحي الكمي والكيفي لتحقيق معادلتنا. فأين نحن منه؟
هذه المعادلة تبدو مصطنعة في حد ذاتها وكان من المفروض نبدأ من معادلة أولى أخرى وهي الحضارة والريادة المتمثلتين في :(ثورة علمية وتكنولوجيا ومادية اقتصادية = حضارة جديدة تفتح أبواب السماوات والأرض).
ونظراً إلى أن اليد قصيرة للبدء بهذه المعادلة ابتدأنا بالمعادلة السابقة لأن " أخوك مكره لا بطل " في انتظار تحقيق المعادلة الثانية. فرضينا بالابتداء بتوفير مصطلحية كمـًّا وكيفا نبدأ بها لنشغل اليد ونحقق تعريب الإدارة وتعريب التعليم ودعم العربية (لغة الآداب والفنون والتكنولوجيا).
أين وصل هذا المشروع من خلال منجزك وبحوثك ودراستك من حيث الكم والكيف؟
الجواب عن هذا السؤال يكون بطبيعة الحال بتقديم تقييم وصفي تاريخي كمي وكيفي للمصطلحية المعنية لندرك مكانتنا من أهدافنا وآمالها. وهذا يتطلب النظر في قضيتين :
الوسائل اللغوية الفنية التي توفرها العربية لإنشاء مصطلحاتها الجديدة والمتجددة .
النتائج التي وصلت إليها المؤسسات العربية السابقة الذكر .
أما فيما يتعلق بالنقطة الأول فاللعربية آليات جيدة لتوفير ما نحتاج إليه من مصطلحات رائدة بالاعتماد على:
إحياء التراث واستعماله من جديد.
استثمار تقنيات المجاز اللغوي التي تمكننا من استعمال مصطلح قديم لأداء مصطلح جدية مثل: السيارة التي كانت تدل على القافلة فأصبحت تدل على العَربة الميكانيكية ومثل الذرة التي كانت تدل على النملة الصغيرة فأصبحت تدل على القنبلة الذرية .
الاعتماد على الاشتقاق اللغوي وقوانينه وثرواته التي لا تنضب .
النحت وما فيه من إمكانيات الاختصار والجمل للتعبير عن المصطلحات اليونانية واللاتينية المركبة في الفيزياء والكيمياء .
المعربات: وهي الكلمات والمصطلحات الأجنبية التي تتلاءم مع أوزان العربية وذلك أنّ دكتور ودكتوراه يمكن أن تقبل بالقياس على عصفور .
الدخيل: وهي المصطلحات التي تدخل العربية بالضرورة دون أنْ ترضخ لموازين العربية مثل: أوكسجين وهيدروجين وكربون .. إلخ .
فللعربية ستة مفاتيح يمكن لها إنْ استعملت الاستعمال الممنهج وتوافرت لها الامكانات المادية وآزرها المتخصصون الأكفاء، فإنها بطبيعة الحال، أنْ تحقق لنا المعادلة المطروحة سابقاً كما وكيفا .
أما النتائج التي وصلنا إليها منذ القرن الثامن عشر فهي دون ما يـُنتظر بكثير من حيث الكم والكيف وليس ذلك ناتجاً عن ضعف العربية وآلياتها الفنية المحضة لتوفير ما نرتجيه.
ما السبب إذن؟
السبب في ذلك ما وفـّرته لنا المؤسسات المعنية بتحقيق المعادلة من مصطلحات يُعتمد عليها. فما يمكن لك أنْ تنتظر من مؤسسة مجمعية أنْ تحقق لك هذا الحلم عندما ميزانياتها الخصصة لهذا المشروع لا تفوق ميزانية مدرسة ابتدائية. وهذا الأن حال مجمع اللغة العربية في القاهرة حسبما جاء في تقرير المرحوم إبرهيم مذكور أمين عام المجمع ثم رئيسه. وقس على ذلك في أغلب المؤسسات الآخرى وعلى هذا الأساس لا يمكن لمؤسسة مجمعية أن توفر لك في السنة أكثر من 500 - 1500 مصطلح في العام. مما يعني أننا لو جمعنا محصول كل هذه المجامع من 1919 إلى 2007 سنجد أنها لا تتجاوز 500.000 مصطلح. والحال أنّ جهازات الكيبك المصطلحية في كندا التي تكونت سنة 1969 توفر لك مليون ومئة ألف مصطلح على جذاذاتها وأوصافها وصورها كما تقدم لك سبعمئة ألف مصطلح في علوم شتى وتزوِّدك بثلاثمئة وخمس وأربعين ألف في الزراعة وقضاياها . منها 5.000 مجلة تصدر سنوياً في الولايات المتحدة، وتعني هذه المؤسسة الصغيرة بعشر لغات حضرية كبرى توفر لك كل ما تحتاجه تلك اللغات. فأين نحن منها؟
من المشاكل التي نواجهها أننا لا نعلم عدد البنوك المصطلحية العربية ومحتوياتها لأنها مغلقة في وجه الباحثين العرب، وتـُعتبر مراكز استراتيجية وطنية لا يحق الاطلاع عليها فضلاً عن أنّ البعض منها يخزّن في أقطار أجنبية وتدفع عنه معلومات بالأجرة وتسمح لشركات أجنبية أن تستغله وتقوم ببيع مصطلحاتها إلى بلدان عربية ؟ فالباحثون العرب الفقراء وسيلةً ودعماً وتشجيعاً يقفون أمام عقبات لا تسمح لهم أنْ يستثمروا الآليات اللغوية العربية لبلوغ المظهر الكمِّي من القضية فما بالك بالمظهر الكيفي؟
الكمّ لا يتوفر الا بدعم مادي لمؤسسات بحث تتوفر فيها كل شروط العمل والخبرة والاختصاص والتنوع مثلما ما هو شأن المؤسسات في الأقطار الرائدة. فلو توفر للمتخصصين العرب ما يتوفر للمتخصصين في الطرف المقابل لحققنا جزءاً كبيراً من المعادلة المطروحة من حيث الكم على الأقل.
نأتي الآن إلى الكيف فمن المفروض أن يطرأ على لغة كبرى تمتد على مساحات شاسعة تستعملها جماعات كثيرة مثلما هو حال اللغة العربية أن يطرأ على مصطلحاتها، إنْ كانت كثيرة أو قليلة، ما يسمّى بالتشويش والاختلاف والتناقض والتضاد ويتمثل ذلك في الخصوص بالترادف بأن نطلق على كلمة ومصطلح واحد من 5 - 12 مصطلحا دالا على مدلول واحد أمريكي أو أوروبي ومثال ذلك أننا أطلقنا على كلمة " تلفون " 12 كلمة مثل ( تلفون ، هاتف، مسرّة ( فيها سرٌّ ) ، إرزيز ، آله التخاطب عن بعد، تلغراف ناطق... ، أو كلمة (Computer) الآلة التي تحسب بسرعة جنونية فهي في الشرق العربي الذي يترجم عن الإنجليزية الآلة الحاسبة أو المحسب الكهربائي، وهي في المغرب العربي النظـّامة نقلا عن الفرسية التي تسميها (Ordinateur) فضلاً عن أننا نجد مفارقات بين المجامع نفسها من ذلك أنّ Hydrogenate هي الـ ( هدرجة ) في المجمع العراقي ، والـ ( درجنة ) في مجمع القاهرة. ومن هذا القبيل مئات ضبطها المرحوم الأمير مصطفى الشهابي رئيس مجمع دمشق ولقد نبهت جميع المجامع إلى هذه الآفة، وأصدرت عشرات إنْ لم يكن مئات التوصيات لمواجهة هذه الأزمة حتى يتحقق المظهر الكيفي في المصطلح العربي أي جدواه ووحدته فكيف يمكن لنا في النهاية أنْ نحقق المعادلة كما وكيفا ما دمت هذه حالنا؟ فلقد بينا إنْ كان من الممكن أنْ نتغلب على الكمّ فيما اشترطناه من شروط سابقة تتعلق بالدعم والمنهجية والاختصاص فإنه يمكننا كذلك في المستوى الكيفي أن نعتمد منهجيات جديدة تعتمد في اللغات التي لا تسلم من هذه المظاهر السلبية في المستوى الكيفي إنْ اعتمدنا منهجية التقييس والمعبَّر عنها بالإنجليزية Standarolization وبالفرنسية standardizationوعموما يسميه بعضهم التوحيد.
ولكي أقنعك بما قلته لك سابقاً سلبتً أو إيجاباً فإنني أضرب لك مثالاً بمشروع عربيّ دوليّ تمثل في نقل مصطلحات الفضاء والاتصالات الرائدة اليوم الذي توفرت له كل ما طلبناه من شروط أساسية ومنهجيات علمية مثل: منهجية التقييس وبإشراف الاتحاد العربي للاتصالات السلكية واللاسلكية والاتحاد الدولي للاتصالات الدولية بجنيف وبتمويل عتيد من أقطار عربية وبإشراف علمي مقيد فوُفقنا في ظرف أربع سنوات أنْ ننقل إلى العربية كل مصطلحات الاتصالات السلكية واللاسلكية والفضاء ونوحّد بالتقييس بين مصطلحات إحدى وعشرين وزارة عربية.
خلاصة القول: إننا نقلنا في ذلك الظرف القصير ووحدنا فيه 15.000 مجموعة مصطلحية نتج عنها ما يقرب من 300.000 مصطلحية بأربع لغات هي العربية، والإنجليزية، والفرنسية، والإسبانية وقد صدر معجمها سنة 1989 بجنيف الجديد.
فالمال قوّام الأعمال، والإرادة والتدبير أساس كل النجاح والعربية بخير لا دخل لها من حيث شجاعتها في هذا الميدان الشائك .
لكنّ الناظر في عمل المجامع العربية يقع على بلبلة وتعدد في توجيه المسائل فما السبب وما الحلّ؟
من أسباب التعدد المجامعُ التي تعمل على نفس الموضوع ونفس القضية وتتعارض في منتوجاتها وتتنافس في شؤونها وتتثبت بمنتوجاتها على حساب غيرها وتعتقد أنها صاحبة القول والفصل فلو توافرت لهذه المؤسسات والمجامع، فضلا عن الشروط التي ذكرناها سابقاً، إمكانيةُ التخصص كلٌّ في ميدان علمي أو فنّي لكسبنا الكثير عوض التخبـّط في نتاجنها القليل وللتحيز لمنتوجنا الحقير.
فما المانع أن يتخصص مجمعُ القاهرة في اللغة ومجمع اللغة الأردني في ترجمة المؤلفات العلمية والمجمع التونسي في القضاء والمجمع العراقي في الاقتصاد والمغربي فـي التكنولوجيا، والليبي في الإنسانيات مع توفير كل الشروط المادية والعلمي؟ لتقدمنا تقدماً كبيراً ولوفرنا ما نحتاج إليه كمًّا وكيفًا من المصطلحات المفاتيح التي تفتح لنا أبواب السموات والأرض.

 

 

 

 

 

 

 

 

الكاتب: محمد الداهي بتاريخ: الثلاثاء 08-06-2010 07:49 أ£أ“أ‡أپ  الزوار: 6468    التعليقات: 0